وصف جنات النعيم والطريق الموصل إليها
للشيخ
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم آل جار الله غفر الله له ولوالديه ولجميع
المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله r القائل: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قيل ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى» رواه البخاري. وبعد، فإن غاية ما يتمناه المسلم المؤمن المتقي المطيع لله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه غاية ما يتمناه هو الفوز بالجنة دار النعيم والكرامة المشتملة على ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال تعالى: }فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [سورة السجدة: 17].
والفوز العظيم المعد لمن أطاع الله ورسوله في الدنيا كما قال تعالى: }وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{ [سورة الأحزاب: 71] رتب عليه الفوز في الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار كما قال تعالى: }فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{ [سورة آل عمران: 185] فهنيئًا لمن وفقه الله لطاعته وطاعة رسوله r ففاز بالجنة ونجا من النار. وقد تضمن كتاب الله تعالى وسنة رسوله r وصف الجنة إجمالًا وتفصيلًَا وأسباب دخلوها.
فوصفت الجنة في سورة الرحمن والواقعة والإنسان وغيرها من سور القرآن وأجمل وصفها في مثل قوله تعالى: }وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ{ [سورة الزخرف: 71] وقوله تعالى: }لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا{ [سورة ق: 35] وألّفت في وصف الجنة مؤلفات كثيرة من أجمعها كتاب (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) لابن القيم رحمه الله، حيث ذكر في وصف الجنة ثلاثين بابًا ثم لخصها بباب واحد نُقِلَ في هذه الرسالة. كما تضمنت آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعرية في وصف الجنة.
والمسلم المطيع لله ورسوله الراجي رحمة ربه والخائف من عذابه يشتاق إلى وصف الجنة ويرجو أن يكون من أهلها ويحسن ظنه بالله بأن يدخله الجنة وينجيه من النار فيجد ويجتهد في فعل أسباب دخول الجنة والنجاة من النار هكذا تكون حال المؤمنين الصادقين الصالحين. وقد ألفتُ رسالة بعنوان (أسباب دخول الجنة والنجاة من النار) ضمنتها ما تيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ثم طُلِبَ مني تأليف رسالة مختصرة في (وصف الجنة التي وعد المتقون والطريق الموصل إليها) فجمعت هذه الرسالة المستفادة من كلام الله تعالى وكلام المحققين من أهل العلم.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها من كتبها أو طبعها أو قرأها أو سمعها فعمل بها كما أسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقني لطاعته وطاعة رسوله r وأن يدخلني الجنة وينجيني من النار ووالدي وأولادي وإخواني المسلمين والمسلمات وأن يجمعني وإياهم في جنات النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
باب بيان ما أعد الله للمؤمنين في الجنة
قال الله تعالى: }إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُون([1])* ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آَمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَب([2]) وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ{ [الحجر: 45-48].
وقال تعالى: }يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ([3])* يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ{ [الزخرف: 68- 73].
وقال تعالى: }إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ([4]) * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{ [الدخان: 51-57].
وقال تعالى: }إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأرَائِك([5]) يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ([6]) * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ{ [المطففين: 22-28]. والآيات في الباب كثيرة معلومة.
1- وعن جابر t قال: قال رسول الله r: «يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جُشاءٌ([7]) كرشح المسك، يُلهَمُون التسبيح والتكبير، كما يُلهَمُون النَّفَس». رواه مسلم([8]).
2- وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتُم: }فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [السجدة: 17]» متفق عليه([9]).
3- وعنه قال: قال رسول الله r: «أول زُمرَة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلُونَهم على أشدِّ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السماء إضاءةً، لا يَبُولون ولا يتغَوَّطون، ولا يتفُلُون، ولا يمتَخِطون، أمشاطُهُم الذهب، ورشحُهُم المسك، ومجامِرُهم الأُلُوَّة -عُود الطيب- أزواجُهُم الحُورُ العين، على خلق رجلٍ واحدٍ، على صورة أبيهم آدم ستُّون ذراعًا في السماء» متفق عليه([10]).
وفي روايةٍ للبخاري ومسلم: «آنيتُهم فيها الذهب، ورشحُهُم المِسْك، ولكل واحد منهم زوجتان يُرى مُخُّ سوقِهِما من وراء اللحم من الحُسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغُض: قُلُوبُهم قلبُ واحدٍ، يُسبحون الله بكرةً وعشيًّا».
قوله: «على خلق رجلٍ واحدٍ» رواهُ بعضُهم بفَتْح الخاء وإسكان اللام، وبعضهم بضَمِّهما، وكلاهما صحيح.
4- وعن المغيرة بن شعبة t عن رسول الله r قال: «سأل موسى r ربَّه، ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجلٌ يجيء بعدما أُدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثلُ مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ ربِّ، فيقول: لك ذلك ومِثْلُهُ ومِثْلُهُ ومِثلُهُ ومِثْلُهُ، فيقول في الخامسة: رضيتُ ربِّ، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسُك، ولذَّتْ عينُك. فيقول: رضيتُ ربِّ، قال: ربِّ فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردتُ، غرستُ كرامتهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم ترَ عينٌ، ولم تسمع أُذُنٌ، ولم يخطر على قلب بشرٍ» رواه مسلم([11]).
5- وعن ابن مسعود t قال: قال رسول الله r: «إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة. رجلٌ يخرج من النار حبْوًا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول: يا ربِّ وجدتُها ملأى فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيُخيَّل إليه أنها ملأى، فيرجع. فيقول: يا ربِّ وجدتُها ملأى ! فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة. فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي، أو تضحك بي وأنت الملك» قال: فلقد رأيتُ رسول الله r ضحِك حتى بدت نواجذه([12]) فكان يقول: ذلك أدنى أهل الجنة منزلةً) متفق عليه([13]).
6- وعن أبي موسى t أن النبي r قال: «إن للمؤمن في الجنة لخيمةٌ من لؤلؤة واحدة مُجوَّفة طولها في السماء ستون ميلًا. للمؤمن فيها أهْلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضُهم بعضًا» متفق عليه([14]). «الميل»: ستة آلاف ذراع.
7- وعن أبي سعيد الخدري t عن النبي r قال: «إن في الجنة لشجرةٌ يسير الراكب الجواد([15]) المُضمَّر السريع مائة سنة ما يقطعها» متفق عليه([16]).
وروَيَاه في (الصحيحين) أيضًا من رواية أبي هريرة t قال: «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغُرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدُّرِّيَّ الغابِر([17]) في الأُفُق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم» قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: «بلى والذي نفسي بيده رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين». متفق عليه([18]).
9- وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «لقابَ قوسٍ([19]) في الجنة خيرٌ مما تطلع عليه الشمس أو تغربُ» متفق عليه([20]).
10- وعن أنس t أن رسول الله r قال: «إن في الجنة سوقًا ([21]) يأتونها كلَّ جمعة. فتهُبُّ ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حُسْنًا وجمالًا، فيرجِعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حُسْنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلُوهُم: والله لقد ازددتُم حُسْنًا وجمالًا ! فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حُسْنًا وجمالًا!» رواه مسلم([22]).
11- وعن سهل بن سعد t أن رسول الله r قال: «إن أهل الجنة ليتراءون الغُرَف في الجنة كما تتراءَون الكوكب في السماء» متفق عليه([23]).
12- وعنه t قال: شهدتُ من النبي r مجلسًا وصفَ فيه الجنَّة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه: «فيها ما لا عينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَت، ولا خطر على قلب بشر» ثم قرأ: }تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ{ إلى قوله تعالى: }فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ{ رواه البخاري([24]).
13- وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنَّ رسول الله r قال: «إذا دخل أهلُ الجنة الجنة يُنادي منادٍ: إنَّ لكم أن تَحْيَوا، فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تصِحُّوا، فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرَموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسُوا أبدًا» رواه مسلم([25]).
14- وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «إن أدنى مقعد أحدِكم من الجنة أن يقول له: تمنَّ فيتمنَّى ويتمنَّى، فيقول له: هل تمنَّيتَ؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنَّيتَ ومثلَه معه» رواه مسلم([26]).
15- وعن أبي سعيد الخدري t أن رسول الله r قال: «إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة ؛ فيقولون: لبيك ربَّنا وسعدَيْكَ، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربَّنا وقد أعطيتنا ما لم تُعطِ أحدًا من خلقِكَ ! فيقول: ألا أُعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ([27]) عليكم رضواني، فلا أسخِطَ عليكم بعده أبدًا» متفق عليه([28]).
16- وعن جرير بن عبد الله t قال: كنا عند رسول الله r فنظر إلى القمر ليلة البدر، وقال: «إنكم سترَونَ ربَّكم عيانًا([29]) كما ترون هذا القمر، لا تُضامُون في رؤيتِهِ([30])» متفق عليه([31]).
17- وعن صُهَيب t أن رسول الله r قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تُدخِلنا الجنة وتُنجينا من النار؟ فيكشف الحجاب([32])، فما أُعطُوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم» رواه مسلم([33]).
قال الله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{ [يونس: 9، 10].
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد([34]).
وصف جنات النعيم التي وعد المتقون
والطريق المُوصل إليها([35])
قال الله تعالى: }وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{([36]).
وقال r: «قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»([37]) }فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{([38]).
قال ابن القيم رحمه الله: وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرًا لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه.. ووصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير وأودعها جميع الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب وآفة ونقص.
فإن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران.. وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر، وإن سألت عن حصائها فهي اللؤلؤ والجوهر وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب.. وإن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب.. وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل.. وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل..
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون.. وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير..
وإن سألت عن سعة أبوابها فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.. وإن سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنها تستفز بالطرب لمن يسمعها.. وإن سألت عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها.. وإن سألت عن سعتها فأدنى أهلها يسير في ملكه وسرره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام.. وإن سألت عن خيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من درة مجوفة طولها ستين ميلًا من تلك الخيام.. وإن سألت عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار.. وإن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.. وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب وإن سألت عن فرشها فبطائنها من استبرق مفروشة في أعلى الرتب.. وإن سألت عن أرائكها فهي الأسرة عليها البشخانات وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب فما لها من فروج ولا خلال.. وإن سألت عن أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر.. وإن سألت عن أسنانهم فأبناء ثلاث وثلاثين على صورة آدم عليه السلام أبي البشر طوله ستون ذراعًا بعرض سبعة أذرع كما ورد في الحديث ([39]) وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين وأعلا منه سماع أصوات الملائكة والنبيين وأعلا منها خطاب رب العالمين.. وإن سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فنجائب أنشأها الله بما شاء تسير بهم حيث شاءوا من الجنان.. وإن سألت عن حليهم وأساورتهم فأساور الذهب واللؤلؤ وعلى الرؤوس ملابس التيجان.. وإن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون.. وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب ثم ذكر أوصاف الحور العين ثم ذكر زيارة أهل الجنة لربهم العزيز الحميد ورؤية وجهه الكريم كما ترى الشمس والقمر وسلامه عليهم وتنعمهم برؤيته وفوزهم برضاه الذي هو أكبر من نعيم الجنة }وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{([40]).
الطريق الموصل إليها
ولما ذكر الأوصاف التي ذكرها الله ورسوله فيمن يستحق الجنة: قال.. وهذا في القرآن كثير مداره على ثلاث قواعد إيمان وتقوى وعمل صالح خالص لله تعالى على موافقة السنة فأهل هذه الأصول هم أهل هذه البشرى دون من عداهم من سائر الخلق وعليها دارت بشارات القرآن والسنة جميعها وهي تجتمع في أصلين: إخلاص في طاعة الله وإحسان إلى خلقه.. وضدها يجتمع في الذين يراءون ويمنعون الماعون.. وترجع إلى خصلة واحدة وهي موافقة الرب في محابه ولا طريق إلى ذلك إلا بتحقيق القدوة ظاهرًا وباطنًا برسول الله r.. وأما الأعمال التي هي تفاصيل لهذا الأصل فهي بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله.. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وبين هاتين الشعبتين سائر الشعب التي مرجعها تصديق الرسول في كل ما أخبر وطاعته في جميع ما أمر به وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أعمال أهل الجنة وأعمال أهل النار
سئل شيخ الإسلام (ابن تيمية رحمه الله) ما عمل أهل الجنة وما عمل أهل النار؟
فأجاب - الحمد لله رب العالمين: عمل أهل الجنة الإيمان والتقوى وعمل أهل النار الكفر والفسوق والعصيان. فأعمال أهل الجنة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر - خيره وشره والشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. وأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ومن أعمال أهل الجنة صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين والمملوك من الآدميين والبهائم. ومن أعمال أهل الجنة الإخلاص لله والتوكل عليه والمحبة له ولرسوله وخشية الله ورجاء رحمته والإنابة إليه والصبر على حكمه والشكر لنعمه. ومن أعمال أهل الجنة قراءة القرآن وذكر الله ودعاؤه ومسألته والرغبة إليه ومن أعمال أهل الجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله للكفار والمنافقين. ومن أعمال أهل الجنة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك فإن الله أعد الجنة للمتقين }الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{([41]) ومن أعمال أهل الجنة العدل في جميع الأمور وعلى جميع الخلق حتى الكفار وأمثال هذه الأعمال.
وأما عمل أهل النار فمثل الإشراك بالله والتكذيب بالرسل والكفر والحسد والكذب والخيانة والظلم والفواحش والغدر وقطيعة الرحم والجبن عن الجهاد والبخل واختلاف السر والعلانية واليأس من روح الله والأمن من مكر الله والجزع عند المصائب والفخر والبطر عند النعم وترك فرائض الله واعتداء حدوده وانتهاك حرماته وخوف المخلوق دون الخالق ورجاء المخلوق دون الخالق والتوكل على المخلوقين دون الخالق والعمل رياء وسمعة ومخالفة الكتاب والسنة وطاعة المخلوق في معصية الخالق والتعصب بالباطل والاستهزاء بآيات الله وجحد الحق والكتمان لما يجب إظهاره من علم وشهادة. ومن عمل أهل النار السحر وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرَّم الله بغير الحق وأكل مال اليتيم وأكل الرباء والفرار من الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
وتفصيل الجملتين لا يمكن لكن أعمال أهل الجنة كلها تدخل في طاعة الله ورسوله وأعمال أهل النار كلها تدخل في معصية الله ورسوله }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ{([42]) والله أعلم. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية جـ 10 ص 422.
وصلى الله على محمد. شعر في وصف الجنة من نونية الإمام محمد بن القيم لمتوفى عام 751 رحمه الله تعالى
فاسمع
إذا أوصافها وصفات ها |
تيك
المنازل ربة الإحسان |
|
هي
جنة طابت وطاب نعيمها |
فنعيمها
باق وليس بفان |
|
دار
السلام وجنة المأوى |
ومنزل
عسكر الإيمان والقرآن |
|
فالدار
دار سلامة وخطابهم |
فيها
سلام واسم ذي الغفران |
|
درجاتها
مائة وما بين اثنتين |
فذاك
بالتحقيق للحسبان |
|
مثل
الذي بين السماء وبين هذي |
الأرض
قول الصادق البرهان |
|
أبوابها
ثمانية أتت |
في
النص وهي لصاحب الإحسان |
|
باب
الجهاد وذاك أعلاها وبا |
ب
الصوم يدعى الريان |
|
ولكل
سعي صالح باب |
ورب
السعي منه داخل بأمان |
|
سبعون
عامًا بين كل اثنتين |
منها
قدرت بالعد والحسبان |
|
لكن
بينهما مسيرة أربعين |
رواه
حبر الأمة الشيباني |
|
هذا
وفتح الباب ليس بممكن |
إلا
بمفتاح له أسنان |
|
مفتاحه
بشهادة الإخلاص |
والتوحيد
تلك شهادة الإيمان |
|
لا
تلغين هذا المثال فكم به |
من
حل إشكال لذي العرفان |
|
هذا
ومن يدخل فليس بداخل |
إلا
بتوقيع من الرحمن |
|
هذا
وإن صفوفهم عشرون مع |
مائة
وهذي الأمة الثلثان |
|
هذا
وأول زمرة فوجوههم |
كالبدر
ليل الست بعد ثمان ([43]) |
|
والزمرة
الأخرى كأضوأ كوكب |
في
الأفق تنظره به العينان |
|
أمشاطهم
ذهب ورشحهم |
فمسك
خالص يا ذلة الحرمان |
|
ويرى
الذين بذيلها من فوقهم |
مثل
الكواكب رؤية بعيان |
|
ما
ذاك مختص برسل الله بل |
لهم
وللصديق ذي الإيمان |
|
هذا
وأعلاهم فناظر ربه |
في
كل يوم وقته الطرفان |
|
لكن
أدناهم وما فيهم دني |
إذ
ليس في الجنات من نقصان |
|
فهو
الذي يلقى مسافة ملكه |
بسنيننا
ألفان كاملتان |
|
فيرى
بها أقصاه حقا مثل رؤ |
يته
لأدناه القريب الدان |
|
ويرونه
سبحانه من فوقهم |
نظر
العيان كما يرى القمران |
|
وهي
الزيادة قد أتت في يونس |
تفسير
من قد جاء بالقرآن |
|
أوما
سمعت بأن آخر أهلها |
يعطيه
رب العرش ذو الغفران |
|
أضعاف
دنيانا جميعًا عشر أمـ |
ـثالها
سبحان ذي الإحسان |
|
هذا
وسنهم ثلاث مع ثلا |
ثين
التي هي قوة الشبان |
|
وصغيرهم
وكبيرهم على |
حدسوا،
ما سوى الولدان |
|
والطول:
طول أبيهم ستون لكن |
عرضهم
سبع بلا نقصان |
|
ألوانهم
بيض وليس لهم لحي |
جعد
الشعور([44]) مكحول الأجفان |
|
هذا
كمال الحسن في أبشارهم |
وشعورهم
وكذلك العيان |
|
ولقد
أتى أثر بأن لسانهم |
بالمنطق
العربي خير لسان |
|
والريح
يوجد من مسيرة أربعين |
وإن
تشأ مائة فمرويان |
|
هذا
وأولهم دخولا: خير خلق |
الله
من قد خص بالقرآن |
|
والأنبيا
على مراتبهم من التفضيل |
تلك
مواهب المنان |
|
هذا،
وأمة أحمد سباق با |
قي
الخلق عند دخولهم بجنان |
|
وأحقهم
بالسبق أسبقهم إلى |
الإسلام
والتصديق بالقرآن |
|
هذا،
وأولهم دخولا فهو حماد |
على
الحالات للرحمان |
|
إن
كان في السراء أصبح حامدًا |
أو
كان في الضراء فحمد ثان |
|
والجنة
اسم الجنس وهي كثيرة |
جدا
ولكن أصلها نوعان |
|
ذهبيتان
بكل ما حوتاه من |
حلي
وآنية ومن بنياني |
|
وكذلك
أيضا فضة ثنتان |
من
حلي وبنيان وكل أواني |
|
وبناؤها
اللبنات من ذهب |
وأخرى
من فضة نوعان مختلفاني |
|
غرفاتها
في الجو ينظر بطنها |
من
ظهرها والظهر من بطناني |
|
سكانها
أهل القيام من الصيام |
وطيِّب
الكلمات والإحساني |
|
وثمارها
ما فيه من عجم كأمثال |
القلال
فجل ذو الإحسان |
|
وظلالها
ممدودة ليس تقي |
حرًا
ولا شمسًا وأنى ذان |
|
أنهارها
في غير أخدود جرت |
سبحان
ممسكها عن الفيضان |
|
عسل
مصفى ثم ماء ثم خرم ثم |
أنهار
من الألبان |
|
وطعامهم
ما تشتهيه نفوسهم |
ولحوم
طير ناعم وسمان |
|
وفواكه
شتى بحسب مناهم |
يا
شبعة كملت لذي الإيمان |
|
لحم
وخمر والنساء وفواكه |
والطيب
مع روح ومع ريحان |
|
وصحافهم
ذهب تطوف عليـ |
ـهم
بأكف خدام من الولدان |
|
قال
ابن عباس ويرسل ربنا |
ريحاً
تهز ذوائب الأغصان |
|
فتثير
أصواتاً تلذ لمسمع |
الإنسان
كالنغمات بالأوزان |
|
يا
لذة الأسماع لا تتعوضي |
بلذاذة
الأوتار والعيدان |
|
لا
خير في صور المعازف كلها |
والرقص
والإيقاع في القضبان |
|
إن
التقي لربه متنزه |
عن
صوت ألحان وسمع أغان |
|
أو
ما سمعت بأن سماعهم فيها غنا |
الحور
بالأصوات والألحان |
|
نزه
سماعك إن أردت سماع |
ذياك
الغناء عن هذه الألحان |
|
لا
تؤثر الأدنى على الأعلى |
فتحرم
ذا وذا يا ذلـة الحـرمان |
|
إن
اختيارك للسماع النازل |
الأدنى
على الأعلى من النقصان |
|
والله
أن سماعهم في القلب |
والإيمان
مثل السم في الأبدان |
|
والله
ما انفك الذي هو دأبه |
أبداً
من الإشراك بالرحمن |
|
فالقلب
بيت الرب جل جلاله |
حبا
وإخلاصاً مع الإحسان |
|
فإذا
تعلق بالسماع أصاره |
عبداً
لكل فـلانة وفـلان |
|
حب
الكتاب وحب ألحان |
الغناء
في قلب عبد ليس يجتمعان |
|
هذا
وخاتمة النعيم خلودهم |
أبدًا
بدار الخلد والرضوان |
|
بالله
ما عذر امرئ هو مؤمن |
حقا
بهذا ليس باليقظان |
|
يا
سلعة الرحمن لست رخيصة |
بل
أنت غالية على الكسلان |
|
يا
سلعة الرحمن ليس ينالها |
في
الألف إلا واحدة لا اثنان |
|
يا
سلعة الرحمن ماذا كفؤها |
إلا
أولو التقوى مع الإيمان |
|
يا
سلعة الرحمن أين المشترى |
فلقد
عرضت بأيسر الأثمان |
|
يا
سلعة الرحمن هل من خاطب |
فالمهر
قبل الموت ذو إمكان |
|
يا
سلعة الرحمن كيف تصبر |
العشاق
عنك وهم ذووا إيمان |
|
يا
معرضا عما يراد به وقد |
جد
المسير فمنتهاه دان |
|
فاتعب
ليوم معادك الأدنى تجد |
راحاته
يوم المعاد الثاني |
|
واختم
قولي بالصلاة مسلمًا |
على
النبي المصطفى العدنان |
مراجع
رسالة
وصف جنات النعيم والطريق الموصل إليها
للإمام يحيى بن
شرف النووي بتحقيق شعيب الأرنؤوط.r1- رياض الصالحين
من أحاديث سيد المرسلين
2- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح للإمام محمد بن أبي
بكر بن قيم المدرسة الجوزية.
3- مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية جـ 10.
4- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية نونية
ابن القيم.
5- كلمات مضيئة للمؤلف.
فهرس رسالة
وصف جنات النعيم والطريق الموصل إليها
مقدمة 3
باب بيان ما أعد الله للمؤمنين في الجنة 6
وصف جنات النعيم التي وعد المتقون 15
الطريق الموصل إليها 18
أعمال أهل الجنة وأعمال أهل النار 19
شعر في وصف الجنة من نونية الإمام محمد بن القيم
المتوفى عام 751 رحمه الله تعالى 21
مراجع رسالة 25
فهرس رسالة 26.
([1]) وعيون: أي: أنهار.
([2]) النصب: التعب.
([3]) تحبرون: أي: تسرون.
([4]) في مقام أمين: يأمن صاحبه فيه من كل مكروه.
والسندس: ما رق من الحرير. والاستبرق: ما غلظ منه.
([5]) الأرائك: السرر في الحجال ينظرون ما أعطوا من
النعيم.
([6]) نضرة النعيم: بهجة التنعيم وحسنه، و«الرحيق»: خمر
خالصة من الدنس.
([7]) ولكن طعامهم جُشاء «بضم الجيم وبالشين» أي: يخرج
منهم بالتجشي.
([8]) مسلم (2835) (19)، وفي رواية: «يلهمون التسبيح
والتحميد».
([9]) البخاري (6/230)، ومسلم (2824).
([10]) البخاري (6/230، 232)، ومسلم (2834) (15).
([11]) أخرجه مسلم (189).
([12]) النواجذ: الأنياب، أو آخر الأضراس.
([13]) البخاري (11/386)، ومسلم (186).
([14]) البخاري (8/479)، ومسلم (2838).
([15]) الجواد: الفرس.
([16]) البخاري (11/366)، و(6/233)، ومسلم (2828)،
و(2826).
([17]) الغابر: الذاهب في الأفق، أي: السماء.
([18]) البخاري (6/233، 234)، ومسلم (2831).
([19]) قاب قوس: قدر ما بين المقبض والسية من القوس.
([20]) البخاري (7/11)، ولم يخرجه مسلم.
([21]) إن في الجنة سوقًا، أي: مجتمعًا يجتمعون فيه كما
يجتمع الناس في الدنيا في أسواقها، يأتونها كل جمعة، أي: في مقدار كل جمعة، أي:
أسبوع. «وريح الشمال»: هي التي تهب من دبر القبلة، وبها يأتي المطر، وكانوا يرجون السحابة
الشامية.
([22]) مسلم (2833).
([23]) البخاري (11/366)، ومسلم (2830).
([24]) مسلم (2825)، واللفظ له، وأخرجه البخاري من حديث
أبي هريرة بنحوه (6/230)، و(8/396)، ومسلم (2824).
([25]) مسلم (2838).
([26]) مسلم (1/167)، رقم حديث الباب (301).
([27]) أحِلَّ: بضم الهمزة وكسر الحاء وتشديد اللام، أي:
أنزل.
([28]) البخاري (11/ 363، 364)، ومسلم (2829).
([29]) «عِيانًا»: بكسر العين وتخفيف الياء، أي: معاينة،
وهذه اللفظة ليست في «الصحيحين»، وإنما هي مما تفرد به أبو شهاب عبد ربه بن نافع
الخياط عن إسماعيل بن خالد، قال الطبري: وهو حافظ متقن من ثقات المسلمين، وانظر:
«فتح الباري» (13/357).
([30]) «لا تُضامون في رؤيته» بضم التاء وتخفيف الميم،
أي: لا يصيبكم ضيم، أي: ضرر من زحام ونحوه حال رؤيته.
([31]) البخاري (2/27، 43)، و(8/45)، و(13/356، 357)،
ومسلم (633)، وأخرجه أبو داود (4729)، والترمذي (2554).
([32]) أي: يكشف الله تبارك وتعالى الحجاب، وهو حجاب منه
للعباد أن يروه، فيرفعه، فيرونه جل جلاله.
([33]) مسلم (181).
([34]) رياض الصالحين من أحاديث سيد المرسلين r للإمام يحيى بن
شرف النووي رحمه الله بتحقيق الأرنؤوط ص 705- 711.
([35]) من كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لشيخ
الإسلام محمد بن أبي بكر الدمشقي الشهير بابن القيم الجوزية المتوفى عام 751هـ.
رحمه الله تعالى.
([36]) سورة آل عمران: 133.
([37]) متفق عليه.
([38]) سورة السجدة: 17.
([39]) أما تقدير الطول بستين ذراعًا بذراع الملك فمتفق
عليه، وأما تقدير العرض بسبعة أذرع فرواه أحمد، انظر حادي الأرواح ص 96.
([40]) سورة التوبة: 72.
([41]) سورة آل عمران آية: 134.
([42]) سورة النساء: 13- 14.
([43]) أي ليلة 14 من الشهر حين يكتمل القمر.
([44]) جعد الشعر جعوده إذا كان فيه التواء وتقبض خلاف
المسترسل (المصباح المنير جـ 1 ص 111).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق