مصاحف روابط 9 مصاحف
// // //

اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين واغفر لهما ما بقيت السماوات والأرضين امين

 

اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين

https://allahomerhammyfatherandrighteous.blogspot.com/

الأحد، 17 أكتوبر 2021

الوسائل الخمسة لتجب لك الجنة في رمضان د.أحمد مصطفى متول


الوسائل الخمسة لتجب لك الجنة في رمضان

مُقدِّمَةٌ

الحمدُ لله القويِّ المتين، القاهرِ الظاهرِ الملكِ الحقِّ المبين، لا يخفى على سمعِه خفيُّ الأنينِ، ولا يعزُب عن بصرِه حركاتُ الجنِين، ذلَّ لكبريائِه جبابرةُ السلاطين، وَقَضى القضاءَ بحكمتِه وهو أحْكَمُ الحاكمين.

 أحمده حمْدَ الشاكِرين، وأسْألُه مَعُونَةَ الصابِرين، وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له إِلهُ الأوَّلين والآخرين، وأشَهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه المصطَفَى على جميع المرسلين، المنصورُ ببَدرٍ بالملائِكةِ المنزَلين، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابِعين لهم بإحْسانٍ إلى يومِ الدين، وسلم تسليماً.


الوَسَائِلُ الخَمْسَةُ لِتَجِبَ لَكَ الجنَّةُ في رَمَضَانَ

من رَضِي بِاللَّه رَبًّا وَالْإِسْلَام دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: «من رَضِي بِاللَّه رَبًّا وَالْإِسْلَام دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «وَأُخْرَى يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا الْعَبْدَ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» . قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «الْجِهَاد فِي سَبِيل الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله»  ([1])

وفي لفظ آخر:" (مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) ([2])

وعن المنيذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من قال إذا أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة" ([3])

(رضيت بالله) ، أي بقضائه. وقال القاري: هو يشمل الرضا بالأحكام الشرعية والقضايا الكونية (وبالإسلام) ، أي بأحكامه (دينًا) فيه التبرؤ عن جميع ما سوى الإسلام من الأديان

(وبمحمد) ، أي بمتابعته

(نبيًا) ، وفي حديث أبي سلام عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم –

((وبمحمد رسولاً)) ، قال النووي في الأذكار بعد ذكر الروايتين: فيستحب أن يجمع الإنسان بينهما فيقول نبيًا رسولاً ولو اقتصر على أحدهما كان عاملاً بالحديث. قيل: ويصح أن يقول ((نبيًا ورسولاً)) بواو العطف لأن المراد إثبات الوصفين له - صلى الله عليه وسلم - عملاً بقضية الخبرين، والمنصوبات تمييزات، ويمكن أن تكون حالات مؤكدات ([4])


مَنْ  تَوَضَّأُ فَأحْسِن  وُضُوءَهُ ثُمَّ ُصَلّى رَكْعَتَيْنِ أقبل عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مقبل عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» ([5])

مَنْ حَافَظَ على الصلواتِ الخمسِ ركوعِهنَّ وسجودِهنَّ ومواقيتهِنَّ وعَلِمَ أنهنَّ حقٌ:

عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ: رُكُوعِهِنَّ، وَسُجُودِهِنَّ، وَوُضُوئِهِنَّ، وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَعَلِمَ أَنَّهُنَّ حَقٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " أَوْ قَالَ: " وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " ([6])

مَنْ أحبَّ سُورةَ الإخلاصِ وقَرَأَها إيماناً واحتساباً:

عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ؛ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «وَجَبَتْ»، فَسَأَلْتُهُ: مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: الْجَنَّةُ،

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَيْهِ، فَأُبَشِّرَهُ. ثُمَّ فَرِقْتُ أَنْ يَفُوتَنِي الْغَدَاءُ  فَآثَرْتُ الْغَدَاءَ. ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ ذَهَبَ.. ([7])

ومن فضائل سورة الإخلاص:

- سورة الإخلاص  تعدل ثلث القرآن:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن"  ([8])

- سورة الإخلاص حبُّها يُدخل الجنة:

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ: (قُلْ هُوَ الله أحد) قَالَ: إِنَّ حُبَّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ " ([9])


- مَنْ أحبَّ سورة الإخلاص أحبه اللهُ:

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابه فِي صلَاتهم فيختم ب (قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ  لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ» فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صفة الرَّحْمَن وَأَنا أحب أَن أَقرَأ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَخْبِرُوهُ أَن الله يُحِبهُ» ([10])


- مَنْ قرأ سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة:

عن معاذ بن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ  (قل هو الله أحد)  حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة " " ([11]).

- من قرأ سورة الإخلاص والمعوذتين حين يمسى وحين يُصبح ثلاث مرات كفاه اللهُ من كل شيء:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيبٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكْنَاهُ فَقَالَ: «قُلْ» . قُلْتُ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: « (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُصْبِحُ وَحِينَ تُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» ([12]) 

- سورة الإخلاص والمعوذتين ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن:

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عقبة ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن ، لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها ، قل { هوالله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } )  ([13])


مَنْ قالَ دُعاء سيد الاستغفار صباحاً ومساءً:

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعَتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ". قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ([14])  

وفي لفظ " لا يقولها أحد حين يمسي فيأتي عليه قدر قبل أن يصبح إلا وجبت له الجنة ولا يقولها حين يصبح فيأتي عليه قدر قبل أن يمسي إلا وجبت له الجنة"  ([15])

قال العلامة المناوى:

(سيد الاستغفار) أي أفضل أنواع الأذكار التي تطلب بها المغفرة هذا الذكر الجامع لمعاني التوبة كلها والاستغفار طلب المغفرة والمغفرة الستر للذنوب والعفو عنها قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة كلها استعير له اسم السيد وهو في الأصل للرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في المهمات

(أن يقول) أي العبد وثبت في رواية أحمد والنسائي سيد الاستغفار أن يقول العبد وفي رواية للنسائي تعلموا سيد الاستغفار أن يقول العبد

(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني) قال ابن حجر: في نسخة معتمدة من البخاري تكرير أنت وسقطت الثانية من معظم الروايات (وأنا عبدك) يجوز أن تكون مؤكدة وأن تكون مقررة أي أنا عابد لك كقوله {وبشرناه إسحاق نبيا} ذكره الطيبي (وأنا على عهدك ووعدك) أي ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ذكره بعضهم وقال المؤلف: العهد ما أخذ عليهم في عالم الذر يوم {ألست بربكم} والوعد ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أن من مات لا يشرك بالله دخل الجنة (ما استطعت) أي مدة دوام استطاعتي ومعناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى

(أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك) أي أعترف وألتزم

(بنعمتك علي) وأصل البوء اللزوم ومنه خبر فقد باء بها أحدهما أي التزمه ورجع

(وأبوء بذنبي) أي أعترف أيضا وقيل: معناه أحمله برغمي لا أستطيع صرفه عني وقال الطيبي: اعترف أولا بأنه تعالى أنعم عليه ولم يقيده ليشمل كل الإنعام ثم اعترف بالتقصير وأنه لم يقم بأداء شكرها وعده ذنبا مبالغة في التقصير وهضم النفس (فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) فائدة الإقرار بالذنب أن الاعتراف يمحق الاقتراف كما قيل:
فإن اعتراف المرء يمحو اقترافه. . . كما أن إنكار الذنوب ذنوب
(من قالها من النهار موقنا بها) أي مخلصا من قلبه مصدقا بثوابها

 (فمات من يومه ذلك قبل أن يمسي) أي يدخل في المساء (فهو من أهل الجنة) أي ممن استحق دخولها مع السابقين الأولين أو بغير سبق عذاب وإلا فكل مؤمن يدخلها وإن لم يقلها

(ومن قالها من الليل وهو موقن فمات قبل أن يصبح) أي يدخل في الصباح (فهو من أهل الجنة) بالمعنى المذكور قال ابن أبي حمزة: جمع في الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار ففيه الإقرار لله وحده بالألوهية والعبودية والاعتراف بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء بما وعده به والاستغفار من شر ما جنى على نفسه وإضافة النعم إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا ما هو وكل ذلك إشارة إلى الجمع بين الحقيقة والشريعة لأن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان عون من الله قال: ويظهر أن اللفظ المذكور إنما يكون سيد الاستغفار إذا جمع صحة النية والتوجه والأدب

قال العلامة ابن عثيمين:

" قال سيد الاستغفار يعني أشرف الاستغفار وأفضله أن تقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك خلقتني وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يصبح موقنا بها ثم مات من يومه قبل أن يمسي دخل الجنة ومن قالها حين يمسي موقنا بها ثم مات قبل أن يصبح دخل الجنة يقول سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك فتقر لله عز وجل بلسانك وبقلبك أن الله هو ربك المالك لك المدبر لأمرك المعتني بحالك وأنت عبده كونا وشرعا عبده كونا يفعل بك ما يشاء إن شاء أمرضك وإن شاء أصحك وإن شاء أغناك وإن شاء أفقرك وإن شاء أضلك وإن شاء هداك حسبما تقتضيه حكمته عز وجل وكذلك أنت عبده شرعا تتعبد له بما أمر تقوم بأوامره وتنتهي عن نواهيه تقر بذلك اللهم أنت ربي وأنا عبدك خلقتني وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت تقر بأن الله خلقك هو الذي أوجدك من العدم وأنك على عهده ووعده ما استطعت على عهده لأن كل إنسان قد عاهد الله أن يعمل بما علم وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فمتى أعطاك الله علما فإنه قد عهد إليك أن تعمل به وعلى وعدك أي تطبيق وعدك ما وعدت أهل الخير من الخير وما وعدت أهل الشر من الشر ولكن أنا على وعدك أي في الخير لأنك في هذه الكلمات تتوسل إلى الله عز وجل أعوذ بك من شر ما صنعت يعني أنت تعوذ بالله من شر ما صنعت لأن الإنسان يصنع خير فيثاب ويصنع شرا فيعاقب ويصنع الشر فيكون سببا لضلاله كما قال الله تعالى {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} فأنت تتعوذ بالله من شر ما صنعت ثم أبوء لك بنعمتك علي يعني أعترف بنعمتك العظيمة الكبيرة التي لا أحصيها وأبوء بذنبي أعترف به فاغفر لي هذا الذنب إنك أنت الغفور الرحيم فاحرص على حفظ هذا الدعاء وحافظ عليه صباحا ومساء إن مت من يومك فأنت من أهل الجنة وإن مت من ليلتك فأنت من أهل الجنة" ([16])


مَن ْصَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً:

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ  " ([17])

أي من تصدق بعدد اثنين من أي شيء من المأكولات أو الملبوسات أو النقود، فأعطى درهمين، أو رغيفين، أو ثوبين لمن هو في حاجة إليهما ابتغاءً لرضوان الله نادته الملائكة من أبواب الجنة مرحبة بقدومه إليها، وهي تقول: لقد قدَّمت خيراً كثيراً تثاب عليه اليوم ثواباً كبيراً، " فمن كان منْ أهل الصلاة دعي من باب الصلاة " أي وقد جعل لكل عبادة في الجنة باباً مخصوصاً لها، فالمكثرون من الصلاة ينادون من باب الصلاة، ويدخلون منه، وهكذا الأمر بالنسبة إلى سائر العبادات، " ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان "، أي والمكثرون من الصوم تستقبلهم الملائكة عند باب الريان داعية لهم بالدخول منه، وسمي بذلك، لأنه كما في رواية الترمذي " من دخله لم يظمأ أبداً " " فقال أبو بكر رضي الله عنه " طامعاً في فضل الله تعالى: " فهل يدعى أحد من تلك الأبواب " ومعناه أنه تساءل قائلاً " فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم " أي يوجد من المؤمنين من يُدعى من أبواب الجنة الثمانية لكثرة عباداته وتنوعها واختلافها، "وأرجو أن تكون منهم " لاجتهادك في كل العبادات وحرصك على جميع الخيرات([18])

 

*****


يا سلعة الرحمن

يا سلعة الرحمن لست  رخيصةً         بل أنت غاليةً على الكسلان

يا سلعة الرحمن ليس  ينالها               بالألف إلا واحداً لا اثنان

يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها            إلا  أولو  التقوى مع  الإيمان

يا سلعة الرحمن سوقك كاسدٌ           بين  الأراذل سفلة الحيوان

يا سلعة الرحمن أين المشتري          فلقد عُرِضْتِ  بأيسر  الأثمان

يا سلعة الرحمن هل من خاطبٍ        فالمهر قبل  الموت ذو  إمكان

يا سلعة الرحمن كيف تصبَّرَ           الخطَّابُ عنك وهم ذوو إيمان

يا سلعة الرحمن لولا أنها              حجبت بكل مكاره الإنسان

ما كان عنها قطُّ من  متخلفٍ            وتعطلت دار الجزاء  الثاني

لكنها حجبت  بكل كريهةٍ            لِيُصد  عنها  المبطل  المتواني

وتنالها الهمم التي تسموا إلى            ذرر  العلى  بمشيئة   الرحمن

*****


وَأَخِيرًا

 إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْظَى بِمُضَاعَفَةِ هَذِهِ الأُجُورِ وَالحَسَنَاتِ فَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِ البَرِّيَّاتِ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»([19])

فَطُوبَي لِكُلِّ مَنْ دَلَّ عَلَى هَذَا الخَيْرِ واتَّقَى مَوْلَاهُ، سَوَاءً بِكَلِمَةٍ أَوْ مَوْعِظَةٍ اِبْتَغَى بِهَا وَجْه اللهِ، كَذَا مِنْ طَبْعَهَا([20]) رَجَاءَ ثوابها وَوَزَّعَهَا عَلَى عِبَادِ اللهِ، وَمَنْ بَثَّهَا عَبْرَ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ، أَوْ شَبَكَةِ الإِنْتِرْنِت العَالَمِيَّةِ، وَمِنْ تَرْجَمَهَا إِلَى اللُّغَاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، لِتَنْتَفِعَ بِهَا الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ، وَيَكْفِيهُ وَعْدُ سَيِّدِ البَرِّيَّةِ:: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» ([21])

أَمُوتُ وَيَبْقَى كُلُّ مَا كَتَبْتُه    فيَالَيْتَ مَنْ قَرَأَ دَعَا لَيَا

عَسَى الإِلَـــــــهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنَى      وَيَغْفِرَ ليِ سُوءَ فَعَالِيا

كَتَبَهُ أَبُو عَبْدِ الرَحْمَنِ أَحْمَدُ مُصْطَفَى 

 (حُقُوقُ الطَّبْعِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ عَدَا مَنْ غَيَّرَ فِيهِ أَوْ اسْتَخْدَمَهُ فِي أَغْرَاضٍ تِجَارِيَّةٍ) 






([1]) (صحيح: رواه مسلم وهو فى المشكاة برقم : 3851)
([2]) (صحيح :الصحيحة:334)
([3]) (حسن لغيره:صحيح الترغيب:657)
([4])مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 141)
([5])(صحيح: رواه مسلم وهو فى المشكاة برقم : 288)
([6])( حسن لغيره: صحيح الترغيب:381)
([7])(صحيح: صحيح الترغيب:1478)
([8])(صحيح: صحيح الجامع: 4405)
([9]) (صحيح: المشكاة:2130)
([10]) (صحيح: متفق عليه, وهو في المشكاة برقم:2129)
([11])(صحيح: الصحيحة:589)
([12])(صحيح: صحيح الجامع:4406-1534)
([13]) (صحيح: الصحيحة:891)
([14]) (صحيح: رَوَاهُ البُخَارِيّ:6306)
([15])(صحيح: الصحيحة: 1747)
([16])(شرح رياض الصالحين:6/717-718)
([17]) متفق عليه
([18])منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (3/ 204)
([19]) رواه مسلم:133
([20]) أى هذه الرسالة
([21]) رواه الترمذى وصححه الألباني في صحيح الجامع : 6764


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صفات الجنة@@@ نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار

صفات الجنة@@@ نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار   الرابط https://drive.google.com/file/d/1mi6JuKgikhljoJJ5tfDphQ6vFGVcx3Lm/view?usp=sharing ...